أبو عبيدة بن الجراح

أحد السابقين الأولين ومن عزم الصديق على توليته الخلافة وأشار به يوم السقيفة لكمال أهليته عند الصديق، يجتمع فى النسب هو والنبى صلى الله عليه وسلم فى فهر، وشهد له النبى صلى الله عليه وسلم بالجنة وسماه أمين الأمة ومناقبه شهيرة جمة.

إنه الصحابى الجليل سيدنا عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان القرشى الفهرى المكى.

روى أحاديث معدودة وغزا غزوات مشهودة، حدث عنه العرباض بن سارية وجابر بن عبد الله وأبو أمامة الباهلى وسمرة بن جندب وأسلم مولى عمر وعبد الرحمن بن غنم وآخرون، له فى صحيح مسلم حديث واحد.

حدثنا حماد بن سلمة عن خالد الحذاء عن عبد الله بن شقيق عن عبد الله بن سراقة عن أبى عبيدة بن الجراح سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول ﴿إنه لم يكن نبى بعد نوح إلا وقد أنذر قومه الدجال وإنى أنذركموه، فوصفه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لعله سيدركه بعض من رآنى أو سمع كلامى، قالو يا رسول الله صلى الله عليك وسلم كيف قلوبنا يومئذ أمثلها اليوم، قال أو خير﴾ أخرجه الترمذى عن عبد الله الجمحى.

وقال ابن سعد فى الطبقات أخبرنا محمد بن عمر حدثنى ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن مالك بن يخامر أنه وصف أبا عبيدة فقال: كان رجلا نحيفا معروق الوجه خفيف اللحية، طوالا، أحنى أثرم الثنيتين.

وأخبرنا محمد بن عمر حدثنا محمد بن صالح عن يزيد بن رومان قال: انطلق ابن مظعون وعبيدة بن الحارث وعبد الرحمن بن عوف وأبو سلمة بن عبد الأسد وأبو عبيدة بن الجراح حتى أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرض عليهم الاسلام وأنبأهم بشرائعه فأسلموا فى ساعة واحدة وذلك قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم.

وقد شهد أبو عبيدة بدرا فقتل يومئذ أباه وأبلى يوم أحد بلاء حسنا ونزع يومئذ الحلقتين اللتين دخلتا من المغفر فى وجنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من ضربة أصابته فانقلعت ثنيتاه فحسن ثغره بذهابهما حتى قيل ما رؤى هتم قط أحسن من هتم أبى عبيدة.

وقال الصديق وقت وفاة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسقيفة بنى ساعدة قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين عمر وأبا عبيدة.